شهد العالم في 2020 تفشي جائحة كورونا، وكان وقوعها سريعًا ومربكًا، إلّا أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تمكّنت باقتدار من أن تضرب مثلًا عالميًّا فريدًا في التعاطي مع هذه الجائحة بفاعليّة وكفاءة، إذ شهدت المملكة حَراكًا سريعًا لتفعيل الإجراءات الاحترازيّة في وقت مبكر، والدعوة للالتزام – أفرادًا وكياناتٍ – بتطبيق التدابير الوقائيّة في كافة المرافق العامة والمؤسسات الحكوميّة والخاصّة.

وقد سارعت مؤسسة محمد بن سلمان الخيريّة مبكّرًا إلى دراسة الآثار المترتّبة على وقوع الجائحة، وإعادة تهيئة خططها وبرامجها بما يحقق التكيّف الملائم في مواجهة هذا التحدي، وبادرت لتحقيق ذلك إلى العمل في اتجاهين رئيسيّين:

الاتجاه الأوّل تمثّل في تحديث خطط الأعمال والبرامج، ودراسة الاحتمالات المستقبليّة، ووضع السيناريوهات المتوقعة في ظلّ الجائحة، وتحديث خطط الميزانيّات ومؤشرات الأداء تبعًا لذلك.

أما الاتجاه الآخر فكان تفعيل حوكمة الاستجابة السريعة، من خلال تشكيل فريق عملٍ بقيادة الرئيس التنفيذيّ يُعنى بالمستفيدين، ويركز على إعداد البرامج وتنفيذها والتواصل الخارجيّ، وفريقٍ آخر للعناية بسلامة الموظفين وتوعيتهم، وكل ما يتعلق بالتواصل الداخليّ.

وقد نتج عن هذه الاستجابة باتجاهيها عدد من الممارسات الاحترازيّة الفاعلة، إذ جرى تطبيق كافة التدابير الاحترازيّة في مقرّ العمل، مع فرض للتباعد الاجتماعيّ، وتوفير أدوات التعقيم وتوزيعها بشكل دوريّ ومستمرّ، مع تقليص التواصل الشخصيّ إلى أضيق الحدود.