“اليونسكو”: استضافة الرياض لمنتدى المنظمات غير الحكومية يبني أهداف مشتركة وفق رؤية المملكة 2030

أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” على لسان المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، أن إقامة منتدى اليونسكو للمنظمات غير الربحية في الرياض بالشراكة مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”، يعكس عمق الشراكة بين المملكة ومنظمة “اليونسكو” ويبني على الطموحات والأهداف المشتركة وفق رؤية المملكة 2030 للتنمية المستدامة”.

وقالت في كلمة افتتاحية خلال المنتدى الذي يعقد اليوم الإربعاء وغداً الخميس، ويركز على تطوير أفكار عملية لتمكين شباب حول العالم من إحداث أثر اجتماعي إيجابي، أن منتدى اليونسكو للمنظمات غير الحكومية يعقد في المنطقة العربية للمرة الأولى، مضيفة: “يجب أن يبدأ هذا بتمكين الشباب، وعلينا أن نبني على شراكات جديدة مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية للاستماع إلى جميع الأصوات ورعاية جميع المبدعين والمبتكرين. هذه هي الأسس التي نحتاجها لمجتمعات المعرفة الشاملة استعداداً للقرن المقبل”.

ووسط حضور أكثر من 2100 ممثل وموفد من 400 منظمة غير حكومية و70 دولة حول العالم، قالت بوكوفا إن منظمة “اليونسكو” بالتعاون مع “مسك الخيرية ” اتخذت العديد من الإجراءات من أجل تعزيز التعاون فيما بينهما من أجل دعم الشباب والفتيات في مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق بمصادر إبداعهم، وذلك لأهميته في القرن المقبل، مؤكدة أن المنظمة ستعمل ما بوسعها لدعمهم كون هنالك حاجة ماسة لأفكار جديدة لبناء مستقبل أفضل.

من جهته شارك في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، وألقى كلمة تناول في ثناياها اهتمام منظمة “اليونسكو” بفئة الشباب في سبيل تعزيز مهاراتهم وفتح مساحات المشاركة المجتمعية لهم، والوسائل المتعددة التي تنتجها من بحوث ودراسات عن أنماط التحولات لدى الشباب، وبناء قدرات الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتطوير السياسات المتعلقة بالشباب، وإشراكهم في كل ما يتعلق في بناء مجتمعهم.

وقال الغفيص: “يبرز دور مؤسسة مسك الخيرية في المملكة التي تسهم في تنظيم هذا المنتدى من خلال رؤيتها الملهمة في استحداث الفرص لتنمية المجتمع السعودي وإطلاق طاقات الشباب الذين يعدون الشريحة الأكبر في مكونات المجتمع السعودي، ونجحت المؤسسة في هدفها المعني بتمكين وإلهام الشباب ليكونوا عناصرًا فاعلة ومشاركة في اقتصاد هذا الوطن”.

وأضاف وزير العمل أن المنتدى يركز على شريحة الشباب بمشاركة أكثر من 400 منظمة غير ربحية محلية دولية تمثل أكثر من 70 دولة، ويعقد في مرحلة مهمة تشهد فيها المملكة تحولاً وطنياً في ضوء رؤية 2030 التي أولت القطاع الربحي اهتماماً كبيراً، وتجلى هذا الاهتمام في مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، التي تسعى لتطوير القطاع غير الربحي  وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية، وهو ما يتطلب بالضرورة تحقيق كثير من المستهدفات منها التوسع في مجالات العمل غير الربحي لتشمل كل ما من شأنه أن يساهم في تحقيق التنمية في المجتمع من وعي وتعليم وتوظيف وإنتاج وصحة وثقافة وترابط اجتماعي ومحافظة على البيئة وتوظيف للموارد الطبيعية والبشرية.

وبين الدكتور علي الغفيص أن انعقاد منتدى اليونسكو للمنظمات غير الحكومية يعد شاهداً على هذا الحراك التنموي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية والتمكين للعمل التطوعي والتوسع في القطاع غير الربحي تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تسعى لزيادة الحيوية في المجتمع من خلال تكوين مجتمع يمثل الشباب فيه قوة كبرى.

وأشار وزير العمل والتنمية الاجتماعية في ذلك الصدد إلى أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حددت ضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 مجموعة من التحديات التي تحول دون المساهمة الفعالة للقطاع غير الربحي في التنمية الاجتماعية لإبراز منظومة متكاملة من الممكنات التي تسهم في نمو القطاع غير الربحي ، وتزيد من فعاليته الاقتصادية في الناتج المحلي ، وتمكن للعمل التطوعي وتشجع عليه.

وأفاد أن الوزارة وضعت عددًا من المبادرات التي دخلت حيز التنفيذ وأسهمت في عام واحد في نمو القطاع غير الربحي بنسبة 20 %، كما زادت في عدد المتطوعين والعالمين في منظمات القطاع غير الربحي ، إضافة إلى برامج بناء القدرات التي شملت 12 % من العاملين في القطاع في وظائف مختلفة وحوكمة الجمعيات والمؤسسات الأهلية ، مبيناً أن التغلب على التحديات وتحقيق الطموحات فيما يتعلق بالقطاع غير الربحي وتمكين الشباب وتفعيل أدوارهم في المجتمع يعد جزءًا أصيلاً في رحلة المملكة كما هو كذلك في كل دول العالم.

من جانبه، ثمن مساعد المدير العام للعلاقات الخارجية والإعلام وممثل المدير العام في منظمة “اليونسكو” إيريك فالت، الجهود النوعية التي تقدمها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ” مسك الخيرية ” للشباب، مشيدًا بالروابط القوية التي تربط المملكة العربية السعودية بمنظمة “اليونسكو” التابعة للأمم المتحدة، حيث كانت من بين 20 دولة صادقت على دستور “اليونسكو” عام 1946 م.

وأكد فالت على أهمية هذا المنتدى الذي تم تصميمة من قبل المنظمات غير الحكومية حيث يعد فرصة لنشر الوعي والدعم كما يخدم الاجندة الدولية والوطنية، عادًا المؤتمر بالرائد في المنطقة العربية.

بدوره، أعرب رئيس لجنة الاتصال بين اليونسكو والمنظمات غير الحكومية فيليب بوسانت عن سعادته بتواجده في الدورة  السابعة لمنتدى اليونسكو الدولي للمنظمات غير الحكومية، مبيناً أن المنتدى يحرص على إيجاد مبادرات جديدة، كما يهتم بالمشاركة الفعالة بين الشباب والشابات، عبر برامجه المتنوعة التي يشارك فيها نخبة من المتخصصين في مجال التنمية والشباب.

وشهدت هذه المشاركات تفاعلا كبيرا من الحضور الذين حرصوا على الاستفادة مما عرض خلال الكلمات السابقة، خاصة مايتعلق بعرض التجارب التي نفذتها المؤؤسات غير الحكومية في سبيل دعم الشباب، وتحقيق تكافؤ الفرص بينهم في مختلف دول العالم.

وزيرة إماراتية تحث على اطلاق المبادرات النوعية وتمكين الشباب

عُقدت جلسة نقاش بعنوان ” نظرة عامة .. تفعيل المشاركة الشبابية والأثر المحتمل لذلك في عملية إحداث التغيير الاجتماعي” تناولت فيها وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة نورة الكعبي، رؤيتها للمستقبل القائم على الشباب، مشيدة في ذلك الصدد بجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في دعم مناشط الشباب الموهوبين، وتعزيز قدراتهم، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات مع نظرائهم الشباب في مختلف دول العالم كما في هذا المنتدى.

وقالت الكعبي إن الشباب الذين يمثلون أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية لديهم الطاقات والرغبة والحماس، وينبغي استثمارها خير استثمار، لأنهم هم من سيقود العالم في المستقبل، وهم مجتمع الغد بأسره، والعمل على إطلاق مبادرات نوعية تخدمهم وتعزز من قدراتهم، وتأخذ بيدهم نحو بناء المجتمع.

وأكدت الكعبي على أهمية الاهتمام بالشباب، وحمايتهم من الجماعات المتطرفة التي تحاول جذبهم من خلال استغلال بطالتهم عن العمل، مبينة أن 24% من الشباب العربي يشغل تفكيره الحصول على فرصة العمل، والمشاركة في بناء المجتمع، مشيرة إلى وسائل التقنية الحديثة التي باتت سهلة الاستخدام في أيدي الشباب، ما يعني أهمية الالتفات لهم، ورعايتهم، وفتح الحوار معهم من خلال حوار دولي للشباب، يجمعهم ويجعلهم يخرجون طاقاتهم وأفكارهم النيرة.

منتدى اليونسكو للمنظمات غير الحكومية يسلط الضوء على العمل التطوعي

سلط مسؤولون وخبراء خلال جلسة “تفعيل المشاركة الشبابية والأثر المحتمل لذلك في عملية إحداث التغيير الاجتماعي”، الضوء على تحفيز الشباب على العمل التطوعي والأسباب التي تؤدي إلى تطويره وتنويع شراكاته من خلال المنظمات غير الحكومية.

وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية خلال الجلسة على اهتمام المؤسسة بالشباب وتزويدهم بالمعرفة والعمل على إدراجهم في سوق العمل المحلي من خلال إعدادهم بأفضل الأساليب لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في إطار رؤية المملكة 2030 .

وتناولت الأميرة البندري الفيصل التحديات التي تواجه الشباب في مجال العمل ومنها إشراك الشباب في اتخاذ القرار، مبينة أن الشباب والفتيات السعوديين لديهم المعرفة التامة ويبحثون عن الفرص الوظيفية المناسبة لهم ، لكن حينما يأتي الأمر في إيجاد التخصص المناسب يكون ذلك صعباً عليهم في معظم الأحيان، مستعرضة جهود مؤسسة الملك خالد في أن تكون نموذجية ورائدة في العمل الإنساني والتنموي في المملكة، والاستمرار في الاستثمار في الشباب ، وتوجيه المنح لتطويرهم وتنمية قدراتهم من خلال التعاون عن طريق عقد الشراكات الاستراتيجية.

كما تحدث خلال الجلسة الشريك المؤسس ورئيسة الأكاديميين في جامعة كايرون المفتوحة للتعليم العالي في المانيا وافغانستان هيلا ازادزوي ، والكاتبة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في باكستان تانزيلا خان ، والأستاذ المشارك في كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية بنجامين لاك.

المنتدى يتناول تجارب الناجحين وتأثير الجيل الرقمي

أكدت العالمة السعودية سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة الدكتورة حياة سندي أهمية الثقة بالنفس، والفخر بما يقدمه الفرد للمجتمع من ابتكارات تربط بين العلم والمجتمع، مبينة أن الإحاطة بمن يملكون الطاقة الإيجابية في الحياة تجعل من الإنسان عضوا فاعلا وناجحا في المجتمع.

جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة بعنوان ” تجربة في صناعة التغيير ” ضمن أعمال المنتدى السابع “لليونسكو” للمنظمات غير الحكومية الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.

وتناولت الدكتورة حياة سندي تجاربها الناجحة خلال مسيرة حياتها العلمية، داعية الشباب والفتيات إلى تطوير قدراتهم والقيام بدور فاعل في الحياة من خلال التطوع و العمل مع المنظمات غير الحكومية من أجل إحداث تغيير اجتماعي.

وقالت الدكتورة حياة : كن فخورا بهويتك مهما كانت الحياة مليئة بالعقبات والتحديات وحاول أن تتجاوزها من خلال التعليم، وثق بنفسك، وبما تقدمه في مجتمعك من ابتكارات تربط بين العلم و المجتمع.

وأوضحت كيفية تشجيع وتحفيز الجيل الجديد الذي يبدأ من التشجيع من داخل المنزل، مثل : تشجيع الآباء والأمهات لأبنائهم خلال التعليم، مبينة أن الاستقرار في المنزل يؤثر على نجاح الشباب في المجتمع”، والتعليم له دور فاعل في تحفيز الطلاب على الإبداع والإسهام في بناء المستقبل.

عقب ذلك بدأت جلسة نقاش بعنوان ” الاستفادة المثلى من الجيل الرقمي وتأثيره ” التي أدارها فيصل السيف من المملكة العربية السعودية، وشارك فيها كُل من الرئيس التنفيذي للشراكة في وزارة الاقتصاد والتخطيط ديمة اليحيى، ومؤسس موقع نخوة بدولة الإمارات كامل الأسمر، ورئيس قسم السياسات في معهد الحوار الاستراتيجي بالمملكة المتحدة جوناثان بيردول، ونائب رئيس منتدى الشباب الأوروبي بالسويد ديان بويونيك، والأستاذة المشاركة في جامعة سوسة بتونس سميحة خليفة.

وأوضحت ديمة اليحيى أن وجود الشباب في وسائل التواصل الالكتروني الحديثة مهم جداً, والأهم من ذلك كيفية طرح الانترنت لهم وكيفية استخدامه، مبينة أنه لابد من توجيه الشباب إلى الاستخدام الامثل للأنترنت وتحويل الشباب من مستهلكين إلى منتجين في التكنولوجيا، ورفع وعيهم في استخدام الانترنت وذلك للوصول إلى بيئة متناسقة في استخدام جميع منصات التواصل الاجتماعي .

وبينت أهمية تحليل البيانات والانشطة التي تتم عبر الانترنت، وذلك للاستماع إلى الشباب والفتيات وتقديم الخدمات التي يحتاجونها قبل أن يطلبوها.

ومن جانبه، تناول كامل الأسمر، تجربته في إطلاق موقع نخوة الذي أصبح منصة عربية، متناولا قدرة الشباب على توجيه حماسهم الذي لديهم إلى ما يفيدهم، والاهتمام بالمحتوى من أجل صناعة التغيير في الحياة للأفضل .

أما جوناثان بيردول فقد أكد أهمية الانترنت التي تحتوي على العديد من الموضوعات التي تلفت نظر الشباب والفتيات ويجب الاهتمام بمحتواها والاستفادة منها، مشيرًا إلى أن دور المدارس مهم في تسليح الطلاب وإعدادهم بمهارات للتعامل مع المحتوى في مواقع الانترنت.

بدوره أفاد ديان بويونيك أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دورًا مهما في عملية الاتصال كون العديد من الأشخاص لديهم مشاركات فيها، مبينًا أنه يجب الاستفادة من هذه المشاركات والتواصل مع الشباب عبرها.

وأفادت سميحة خليفة من جانبها أن التقنية هي وسيلة للتعامل وليست مهارة، مستعرضة في حديثها أهمية المشاركة في تطوير المهارات لدى الشباب والفتيات، وأكدت أهمية استثمار الإنترنت في ما هو في مصلحتهم وتعميق الهوية الوطنية لديهم.