استلهامًا من أهداف «رؤية السعودية 2030»، أطلقت «مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)»، حزمة من المنتجات والأعمال لنشر ثقافة الإبداع لدى فئات الشباب والأطفال في المجتمع السعودي، استفادة من المعطيات والأعمال الكامنة لديهم.
وانطلق في الرياض أمس مهرجان «حكايا مسك»، الذي يُعنى بصناعة المحتوى الثقافي ونشر ثقافة الإبداع لدى الشباب من خلال 8 منصات تطرح فعاليات مختلفة عبر 387 ورشة عمل وحلقة نقاش يتولى إقامتها 120 مدربًا ومدربة على مدى 6 أيام، وتركز الفعاليات على 4 مجالات رئيسة، هي: الكتابة، والرسم، وصناعة الرسوم المتحركة (الأنميشن)، والإنتاج المرئي، كما تضم فعاليات «حكايا مسك» نحو 120 جلسة تدريبية موجهة للأطفال من سن 7 سنوات إلى 14 سنة، ومخصصة لتأليف القصص المصورة، ويتولى التدريب فيها 20 مدربًا ومدربة، وتستهدف الفعاليات نحو مائة ألف زائر.
وتشمل أولويات «حكايا مسك»: صناعة المحتوى الترفيهي ضمن قيم هادفة لفئة الشباب، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وإكساب الشباب المهارات والخبرات من خلال التواصل مع ذوي الخبرة والاختصاص، وتمكن زوار فعاليات «حكايا مسك» من مشاهدة أعمال إبداعية في مجالات المسرح والأفلام القصيرة، والرسم، وكذلك التأليف، وفنون السرد القصصي، إضافة إلى التعرف على قصص المرابطين على الحد الجنوبي وفق شهادات الإعلاميين الذين عايشوا تلك التجربة في تغطياتهم الميدانية على الحدود.
وسيكون زوار فعاليات «حكايا مسك» على موعد مع 8 منصات ثابتة طيلة أيام انعقاد الفعاليات، تتمثل في: «سوق حكايا»، واستوديو الإنتاج، ومحترف الأنميشن، وساحة الرسم، ومحترف الكتابة، والمسرح، والمؤلف الصغير، وحكايا الشباب.
واستبقت «مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز» قبل يوم من انطلاقة فعاليات «حكايا مسك»، بتنظيم جولة تفقدية وتعريفية لعشرات وسائل الإعلام المحلية والدولية العاملة على أراضي السعودية، للتعريف بمبادرتها، ودعوة العموم لزيارة أرض الفعاليات، والتعرف عليها عن كثب، والمشاركة فيما تحتويه من أنشطة مخصصة للشباب والأطفال على حد سواء.
وفي الوقت الذي يستهدف فيه منظمو «حكايا مسك» بلوغ حاجز الزوار مائة ألف خلال أيامها الستة، تسعى «مسك» عبر تلك الفعاليات التي تصل في مجملها إلى 387 ورشة عمل وجلسة تدريبية، إلى إلهام الشباب الطموح واكتشاف ميولهم وتطوير إمكاناتهم من جانب، وتمكين المواهب التي أنتجت أعمالاً واعدة من جانب آخر، في مجالات تعليمية تثقيفية مبتكرة ترسخ الهوية السعودية الحضارية، والقيم الأصيلة للمجتمع في قوالب ترفيهية، كما تربط «حكايا مسك» التقنية بالقصص التفاعلية المفيدة من خلال آليات عرض القصص، وإحياء التراث المحكي وإعادة إنتاجه رقميًا ليصبح في متناول أجيال المجتمع.
وتعد «مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية (مسك الخيرية)»، خيرية غير ربحية، تكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للسعودية، بالتركيز على الشباب في أنحاء البلاد، وتوفر وسائل مختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور واغتنام الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية.
وتعول «مسك» على أن تعمل ركائز المعرفة على دعم المجتمع السعودي في المستقبل، من خلال تمكينه من التعلم بوصفه وسيلة للتطوير ودفع التقدم في الأعمال التجارية، والجوانب التكنولوجية والأدبية والثقافية والاجتماعية للأمة.
وأنشأ مؤسسة «مسك الخيرية»، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في عام 2011، وتسعى لبلوغ أهدافها من خلال خلق البرامج والشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية في مختلف المجالات، وكذلك مع مجموعة متنوعة من الحاضنات، حيث تستثمر «مسك الخيرية» في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات الشباب السعودي، كما تؤمن «مسك الخيرية» بأن الحضور المؤسسي لها يمكن أن يدعم تعزيز الجهود نحو مجتمع قائم على المعرفة، سعيا لتحقيق الإنجاز والقيمة المضافة للمجتمع السعودي، كما أن المبادئ التوجيهية لديها، تتمثل في «الالتزام، والأثر، والنزاهة».
وتشمل «حكايا مسك» أقسامًا عدة؛ منها قسم محترف الكتابة، الذي يمكن الشباب من التواصل والمشاركة مع كتاب محترفين، في أجنحة عرض تفاعلية، تضم أيضًا أبرز الجهات المهتمة بالكتابة، ويحتوي القسم على منبر الكتّاب الذي يتفاعل من خلاله المتحدث مباشرة مع الزوار. وسيشهد قسم محترف الكتابة ورشات عمل وندوات، حيث إن الفرصة متاحة للراغبين من الزوار للالتحاق بهذه الورشات، ومن بينها: كتابة قصص الخيال العلمي، وصناعة القصة الدعائية، وكتابة المسرحية، وكتابة المقال.
كما تضم قسما للرسم، الذي يمثل ساحات لإطلاق إبداع هواة الرسم الشباب ومحترفي مجالاته المختلفة، من خلال ورشات عمل تفاعلية في أجنحة العرض المخصصة للرسامين المحترفين، ومشاهدة الرسم المباشر على منصة الرسام المحترف الذي يعرض إبداعه ويشارك أدواته ويلهم الزوار.
كما تشمل «حكايا مسك» قسم «معمل الأنميشن»، وهو موجه لمبدعي ومحترفي صناعة الرسوم والشخصيات الكرتونية، وقسما آخر لاستوديو الإنتاج، وهو يجمع شركات الإنتاج المرئي ومدربين محترفين ومخرجين ومنتجين ليقدموا للشباب ورشات عمل وعروضا تقديمية وأفكارا في الإخراج والإنتاج والتصوير الفوتوغرافي، وهو ما يقدم مادة علمية وقنوات تواصل بين الهواة والمحترفين.
كما يعرض المسرح عروضا متنوعة برسائل قيمة وهادفة، منها عروض مسرحية تقدمها أفضل الفرق المسرحية، كما ستتضمن أنشطة المسرح عرضا لحكايا المرابطين، الذي يشارك فيه إعلاميون عايشوا المرابطين تجاربهم ومشاعرهم، حيث سيكون لهم وقت مخصص يتحدثون عن تجربتهم في زيارة المرابطين على الحد الجنوبي للسعودية.
كما تمثل «سوق حكايا» قناة تسويقية للشبان والشابات الذين لديهم منتجات في مجالات «حكايا»، وذلك لتمكينهم من بيع أعمالهم للزوار، وتشتمل على كتب وبعض المنتجات التقنية التي تساند صناعة المحتوى. وتمنح السوق فرصة البيع المباشر لكل ما يحتاجه الزوار لصناعة المحتوى في مكان واحد. وتم منح مساحات مجانية للشباب للقيام بالبيع المباشر للزوار دون رسوم.
بالإضافة إلى «حكايا تك»، وهو عبارة عن معرض لأحدث التقنيات الرقمية والأجهزة الحديثة في مجالات عرض الحكايات وصنعها، ويحتوي المعرض على كل ما يتعلق بالأجهزة والحلول الرقمية والتطبيقات الإلكترونية التي تساعد في صنع الحكايا أو تطويرها وعرضها بقالب حديث، كما يحتوي على الأجهزة المستخدمة في الإنتاج وتقنيات التصوير كالكاميرات المحترفة.
كما تمثل «المؤلف الصغير»، منصة تهدف إلى تعليم الأطفال من 7 سنوات إلى 14 سنة، كيفية كتابة القصص ورسمها عن طريق تطبيق إلكتروني، وتمكن الطفل من طباعة القصة الخاصة به ونشرها. وتتناول القصص موضوعات هادفة مثل تعزيز قيم الانتماء الوطني، والحفاظ على البيئة، إضافة إلى ربط الأطفال بعالم القصة من خلال تعليم التأليف في مجال القصة الإلكترونية.
ويمكن للشباب عبر «حكايا شباب» إطلاق رواياتهم عبر منصة يلتف حولها الزوار ويتنوع محتواها بين الإرث المحلي والعالمي في موضوعات متنوعة؛ إذ إن التراث ليس حكرًا على كبار السن، وفن الرواية يتنقل من جيل إلى آخر، والرواة هم شباب سعوديون وخليجيون اختاروا توصيل أفكار من خلال قنوات التواصل الاجتماعي وتم منحهم فرصة الظهور في «حكايا مسك».
كما تشمل الفعاليات «دورات حكايا الاحترافية»، وهي عبارة عن دورات صباحية تراكمية على مدى أيام الفعاليات الستة، بحيث تشكل هذه الدورات برامج متكاملة، تخرج شبانا وفتيات مؤهلين في مجالات الكتابة والرسم والإنتاج المرئي.