على غرار الحكايا القديمة، التي تطرق مسامع الأطفال بـ”كان يا ما كان في قديم الزمان”، فتحت “حكايا مسك” أبوابها على وقع خطوات الطفلين العنود وعبد الرحمن، اللذين لم يكن يدور بخلدَيْهما أنهما سيكونان أول زائرين للفعاليات التي انطلقت أمس الاثنين على أرض مركز المعارض والمؤتمرات بمدينة الرياض، وشهدت إقبالاً جماهيريًّا منذ اللحظة الأولى من فتح أبوابها أمام الزوار. أما عن الأسباب التي دفعت بهما للمجيء لـ”حكايا مسك” فهذه قصة أخرى؛ فالطفلان عبد الرحمن (13 عامًا) وشقيقته العنود (11 عامًا)، اللذان يسكنان بالقرب من مقر انعقاد فعاليات مسك، تملكهما عنصر الفضول أثناء مشاهدة الإعلانات الخاصة بالفعاليات المنصوبة في الشوارع المحيطة من منزلهما؛ وهو ما دفع بهما لاتخاذ قرار حضور الفعاليات منذ اليوم الأول، وذلك عقب أن استقيا المزيد من المعلومات عبر الموقع الإلكتروني للفعاليات.
وعلى الرغم من أن عبدالرحمن والعنود كانا قد وصلا للتو برفقة عائلتهما من سويسرا إلا أن عناء رحلة السفر لم يؤثر في شغفهما بـ”الأنميشن” الذي ينجذب إليه عبدالرحمن، و”اليوتيوب” الذي تمتلك فيه العنود قناة خاصة بها؛ إذ حضرا لفعاليات “مسك” للتعرف على آخر ما توصلت إليه صناعة هذين الفنين عبر المنصات التي خصصتها “مسك” لصناعة الرسوم المتحركة والإنتاج المرئي.
عبدالرحمن وشقيقته العنود يطمحان من خلال وجودهما في فعاليات “حكايا مسك” إلى صقل مواهبهما الإبداعية في المجالات التي ينجذبان إليها بالدرجة الأولى، ومساعدتهما في الاستفادة من ذلك في المستقبل؛ إذ تخطط العنود بشكل أساسي لتسويق منتج “الكوكيز” الذي تتقن صنعه بالاستفادة من حسابها على الانستجرام.
وفي الوقت الذي يسعى فيه منظمو “حكايا مسك” لاستهداف 100 ألف زائر تسعى مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” من خلال تلك الفعاليات، التي تصل في مجملها إلى 387 ورشة عمل وجلسة تدريبية، إلى إلهام الشباب الطموح، واكتشاف ميولهم، وتطوير إمكاناتهم من جانب، وتمكين المواهب التي أنتجت أعمالاً واعدة من جانب آخر، وذلك في قوالب تعليمية تثقيفية مبتكرة، ترسخ الهوية السعودية الحضارية والقيم الأصيلة للمجتمع في قوالب ترفيهية. كما تربط “حكايا مسك” التقنية بالقصص التفاعلية المفيدة من خلال آليات عرض القصص، وإحياء التراث المحكي، وإعادة إنتاجه رقميًّا؛ ليصبح في متناول أجيال المجتمع.
