في ظل تحقيق رؤية السعودية 2030، ولمواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وحول العالم، ظهرت مهن مستقبلية بمتطلبات ومهارات جديدة. هذه المهن تتطلب من الشباب السعودي تطوير قدراتهم واكتساب مهارات متعددة لتكون لديهم القدرة على المنافسة في سوق العمل المتغير. فما هي المهارات المطلوبة لمهن المستقبل في المملكة؟
１– التكيُّف والمرونة: مع التغيرات السريعة التي يشهدها سوق العمل، أصبحت القدرة على التكيُّف مع التقنيات المتطورة وطرق العمل الحديثة أمرًا ضروريًا. خاصةً مع توجه مختلف القطاعات نحو التحول الرقمي، فإن الموظفين الذين يتمتعون بالمرونة والقدرة على التكيُّف مع التحديات الجديدة سيكونون في موقع أفضل لتحقيق النجاح.
２– الكفاءة التقنية: مع انتشار الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، أصبحت الكفاءة التقنية جزءً أساسيًا من المهارات المطلوبة. ومن أبرز هذه المهارات:
- الذكاء الاصطناعي وتعلُم الآلة: أصبح لمجال الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في تطور الصناعات بدءًا من الرعاية الصحية وصولًا إلى الخدمات المالية، فمهارات تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم هي أحد أهم المهارات المطلوبة.
- تحليل البيانات الضخمة: تتعامل أغلب القطاعات مع كمية هائلة من البيانات، مما يُحتم وجود متخصصين في تحليل وتفسير هذه البيانات، وذلك للمساهمة في استخلاص رؤى تدعم صنع القرار.
- الأمن السيبراني: مع تزايد الهجمات السيبرانية وأساليب الاختراق المختلفة، تزداد الحاجة لخبراء في مجال الأمن السيبراني لحماية البيانات والشبكات.
3- مهارة التعلُم المستمر: تساعد الموظفين على اكتساب مهارات جديدة تتماشى مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، كما تعزز من فُرص تطورهم الوظيفي، وتدعم قدراتهم في التكيُّف مع الأدوار والمسؤوليات المتجددة، فهي من أهم مهارات تحقيق النجاح طويل الأمد.
4- مهارات التواصل والتفاعل: يجب أن يتمتع الموظف بالقدرة على التواصل بوضوح سواءً داخليًا مع فرق العمل أو خارجيًا مع العملاء والشركاء. والقدرة على التعاون والتفاعل مع الآخرين في بيئات العمل الحديثة. فالتواصل الفعّال والعمل الجماعي هما من المهارات التي تساهم في نجاح الفرق وتعزيز الإنتاجية.
5- التفكير الناقد وحل المشكلات: مع تطور بيئة الأعمال، تزداد الحاجة لمهارتي التفكير الناقد والقدرة على حل المشكلات. هذه المهارات تساعد الموظفين على التعامل مع التحديات المعقدة وتحديد الحلول الأكثر فاعلية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تمكّنهم من اتخاذ قرارات استراتيجية فعّالة تدعم نجاح المؤسسات.
6- التخطيط المالي وفهم الأسواق: في ظل التطور الاقتصادي المتسارع، أصبح من المهم اكتساب الموظفين المهارات المالية المختلفة، كالتخطيط المالي وإدارة الموارد. هذه المهارات تلعب دورًا أساسيًا في فهم كيفية عمل الأسواق وإدارة الميزانيات بفعالية، مما يساهم في تحقيق الاستقرار المالي للمؤسسات.
7- الإبداع والابتكار: تُعد مهارتي الإبداع والابتكار من المهارات المطلوبة لتحقيق التميز في مجالات العمل المختلفة وتعزيز التنافسية بين الشركات، وذلك من خلال الأفكار الابتكارية الجديدة التي تساعد في تحسين العمليات والخدمات، وتعزز من القدرة على التفكير خارج الصندوق لمواجهة التحديات المستقبلية.
المبادرات التي تدعم تطوير المهارات المستقبلية:
هناك العديد من البرامج والمبادرات في السعودية التي تهدف إلى تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، منها:
- برامج التدريب المهني: تقدم المؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية برامج تدريبية مهنية متخصصة، مثل “أكاديمية مسك” التي توفِّر دورات تدريبية في المهارات الرقمية والقيادية.
- دعم رواد الأعمال: برامج تدعم ريادة الأعمال وتقدِّم للشباب الفُرص والمهارات اللازمة لتطوير أفكارهم التجارية مثل “منشآت” و”صندوق التنمية الصناعي”.
- التحول الرقمي في التعليم: تمثل مبادرات التعليم عن ُبعد والتحول الرقمي في الجامعات والمدارس خطوة مهمة في إعداد الأجيال المستقبلية بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
تتطلب مهن المستقبل مهارات متنوعة على كافة الأصعدة التقنية والفكرية، مما يجعل الشباب السعودي قادرًا على تحقيق نجاحاته في سوق العمل وتحقيق طموحاته المهنية. هذه المهارات ستجعلهم القلب النابض لاقتصاد وطني متنامي وعاملًا أساسيًا في تحقيق رؤية السعودية 2030. من خلال الاستثمار في تطوير هذه المهارات، يمكن للشباب السعودي أن يكونوا روادًا في مجالاتهم، ويساهموا في بناء مستقبل مشرق للمملكة.
