كشفت مؤسسة محمد بن سلمان “مسك الخيرية” الستار عن عملها الفني “على قيد النجاح”، الفيلم الوثائقي القصير الذي يروي أحداث مرحلة استثنائية عاشتها المملكة العربية السعودية والعالم أجمع في خطوة لتوثيق أزمة خلفها واحد من أكثر الأوبئة انتشارًا، والذي شلّ مناحي الحياة وأحبط الكثير من خطط الأعمال والاستعدادات المسبقة لعام 2020م.
وتتمحور قصة الفيلم حول جائحة كورونا التي أعادت تشكيل حياة الناس، وأرغمتهم على التعايش بطريقة مغايرة لما اعتادوا عليه، وفرضت عليهم ظروفًا قاسية حتمت عليهم استحداث نمط حياة افتراضي، وفعّلت أساليب عمل أكثر مرونة للتكيف مع تداعيات الأزمة في محاولة للتعايش مع الأحداث.
حيث يروي الفيلم واقع الحياة منذ اكتشاف كوفيد 19، وكيف استقبلت الحكومات والقطاعات والمجتمعات خبر انتشار الفيروس، وإعلانه جائحة علقت الحياة الطبيعية حتى إشعارٍ آخر، وفرضت اتخاذ إجراءات احتياطية صارمة، كما حظرت التجول، وعلقت رحلات الطيران، وتراجعت خلالها كافة مناشط الحياة.
ويستعرض “على قيد النجاح” كيف واصلت “مسك الخيرية” المضي قدماً بتنفيذ جدول أعمالها وبرامجها؛ لمتابعة دورها المؤثر في استثمار طاقات الشباب، واستحداث منصات حضارية تفتح آفاقًا جديدة للتواصل مع العالم، عبر وسائط افتراضية مكّنت شريحة أوسع من الشباب والمهتمين للاستفادة من مبادراتها وبرامجها وأنشطتها.
وحول ذلك أوضح الدكتور بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك الخيرية أن الفيلم الوثائقي هو نتاج جهود موظفي وموظفات مسك الخيرية وهو يعكس مرحلة تاريخية مهمة مرت بها المملكة ودول العالم أجمع، وكيف استطاعت “مؤسسة مسك” التكيف مع تداعيتها في وقت قياسي، ومواصلة خطاها في إحداث الأثر في تمكين الشباب، وتوجيههم لاستكشاف الفرص في أعماق الأزمة، ومساعدة المجتمع على تخطي ذلك الوضع الطارئ، بالتزامن مع سلامة منسوبيها والمبادرة بأخذ كافة الإجراءات الاحترازية.
وكانت المؤسسة قد قادت خلال الأزمة قمة “شباب العشرين Y20” عقدت خلالها 25 اجتماعا، بمشاركة 23 دولة، كما نظمت “منتدى مسك العالمي” في نسخته الخامسة بشكل افتراضي بالكامل من العاصمة الرياض، بمشاركة ما يزيد عن 70 متحدث في أكثر من 12 جلسة حوارية، وعلى هامش المنتدى استضافت المشاركين من أنحاء العالم افتراضياً في “مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال” التي واصلت دعمها لرواد ورائدات الأعمال رغم الظروف وقدمت حلولاً إبداعية لعدد من المشكلات التي تواجهها دول العالم.
كما كان للمؤسسة دورًا بارزًا في دعم مشاركة الأفراد خلال فترة الحظر في أنشطة تخفف حدة الإجراءات الاحترازية للتعايش مع الأزمة ضمن حملتها الإلكترونية “لا تقطع”، والتي صممت لتعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة مثل: ترجمة المقالات لإثراء المحتوى العلمي، وتقييم الألعاب الإلكترونية للمساهمة في حماية الأطفال من مخاطرها، و الدبلجة والفنون والتصميم وغيرها من المجالات المختلفة، وقد حصدت الحملة مشاركات واسعة من الشباب وكافة فئات المجتمع بلغت حوالي مليون مشارك ومشاركة.
ويأتي الفيلم الوثائقي ضمن حملة تقوم بها المؤسسة امتداداً لاهتمامها بفئة الشباب وتأثير التحديات عليهم، حيث عملت المؤسسة ممثلة بفريق الأبحاث مؤخراً بالشراكة مع كيرني للاستشارات على دراسة علمية توضح تداعيات وآثار جائحة كورونا على الشباب ومستقبلهم، والتي سيتم استعراض نتائجها خلال الحملة.
الجدير بالذكر أن هذا العمل يأتي بالتزامن مع قرب انجلاء الأزمة بعد الكشف عن توفر لقاح ضد كوفيد 19 في المملكة حسب إعلان وزارة الصحة السعودية، ومن المنتظر أن يُعرض عبر موقع المؤسسة الإلكتروني وقنواتها على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك ضمن رحلة العودة التدريجية لاستئناف الحياة الطبيعية والمضي في تحقيق أهداف المؤسسة وتطلعاتها بعزيمة متجددة نحو تمكين الشباب وتأهيلهم لقيادة المستقبل.