اختتمت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز “مسك الخيرية” فعاليات “حكايا مسك” في نسخته الثانية بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية غرب المملكة، أمس الجمعة، بعد ثلاثة أيام من الأنشطة الشبابية المتواصلة، التي شهدها 66728 زائرًا يمثلون شرائح المجتمع كافة، كان النصيب الأكبر منهم يوم أمس، إذ حضر 31647 زائرًا.
وسجّلت الأقسام الإبداعية، وهي محترف الكتابة وساحات الرسم ومعمل الأنميشن “صناعة تحريك الرسوم” وقسم الإنتاج المرئي، مشاركة الآلاف في ورش العمل والندوات، حيث تدرّب المشاركون على مبادئ وأساسيات في الكتابة ومهاراتها المتنوعة، والرسم بطرق متعددة، وفنون تركيب وتحريك الرسوم، وإنتاج الأفلام ومقاطع اليوتيوب.
وفي الوقت الذي حقق فيه سوق حكايا مبيعات كبيرة لأعمال فنية من لوحات رسم ومجسمات وأعمال يدوية، شارك بها شباب سعوديون من الجنسين، شهد مسرح حكايا حضورًا لافتًا في فقراته المتنوعة خصوصًا فقرة المسرحيات التي توافد عليها الشباب بشكل كثيف، فيما كان لفقرة حكايا مرابطين أجواء وطنية وتفاعل حار مع الإعلاميين المشاركين، وبعض أسر الشهداء الذين استضافهم المسرح طيلة الأيام الثلاثة الماضية.
وفي اليوم الأخير، استضافت فقرة حكايا مرابطين الإعلامي الكويتي عادل العيدان والإعلامي السعودي خالد العقيلي، حيث تحدثا عن قصصهما خلال تغطيتهما لأحداث الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية.
وشدّد عادل العيدان على ضرورة عدم الالتفات إلى الأخبار المصطنعة والكاذبة التي تنقلها وسائل إعلام معادية، مستشهدًا بخبر أحد القنوات المغرضة التابعة للمخلوع علي عبد الله صالح عندما بثت خبرًا بتقدّم قوات الحوثيين إلى الخوبة، وأصبحت على بُعد 9 كيلو، موضحًا أنّه عندما توجّه هو وفريق العمل معه من الطوال إلى الخوبة، فنّدوا تلك الأكاذيب، إذ نقلوا الصورة على حقيقتها، مضيفًا: “وبالتالي فإن الأعداء يحاولون اختلاق الأكاذيب للتأثير على المرابطين هناك”.
وحول قصة جرت أحداثها في الحد الجنوبي مع عادل العيدان، قال: “وردني اتصال قبل شهر رمضان يطلب مني التوجه إلى جازان للمشاركة في التغطية الإعلامية هناك، ووصلت بالفعل، وبعدها انتقلت إلى نجران، ومن ثم إلى شرورة، وكان التنسيق مع القوة الإماراتية، وعندما اتجهنا في طريقنا نحو الموقع المحدد للدخول تم إبلاغنا باستشهاد عدد من الجنود في الموقع الذي قصدنا الذهاب إليه، وكان التأخير الذي حدث لنا سبب في نجاتنا من القصف الذي تعرّض له الجنود”.
من جهته، قال الإعلامي خالد العقيلي، إنّه أقام خلال فترة عيد الفطر الماضي في الحد الجنوبي، مستشهدًا بالعديد من المواقف التي وصف فيها الجندي السعودي بأشجع ما رأى بسبب ابتسامته، وهو في وضع حرب، مشيرًا إلى أن تلك التجربة كانت من أجمل التجارب وأكثرها رسوخًا في ذهنه من حيث عمله الصحفي في الميدان.
وذكر العقيلي، أنّه في أحد أيام التغطية الإعلامية هناك لبس البدلة العسكرية وشعر بحماس منقطع النظير، وروى تجربته قائلًا: “نصحنى القائد العسكري في الموقع بعدم الذهاب في أحد الأيام، لكنني أصريت على التصوير، وأثناء ذلك سمعنا صوت قذيفة بالقرب من الموقع الذي نصور فيه لكنهم لم يبلغوني بذلك إلا بعد الانتهاء من التصوير لحرصهم على سلامتنا وعدم إحداث أي ارتباك”.
وأضاف: “كما صورنا خندقًا في أحد المواقع الجبلية، وطلب منّا أحد الجنود عدم المكوث أكثر من 9 دقائق لخطورة الوضع الأمني”، مشيرًا إلى أنّه وبعد التصوير بدأ صوت الطلقات، مما جعله وفريقه ينزلون من الجيل برفقة عدد من الجنود بأسرع وقت ممكن، لكن واجهتم مشكلة تتمثل في صعود منطقة وعرة قبل النزول، مبينًا أن الجنود المرافقين كان لهم الفضل بعد الله في تجاوز الموقف عبر سلوك طرق مختصرة لتفادي خطر الطلقات النارية بشكل سريع.