” لكل منا حكايته الخاصة “. ولكن كيف يرويها ويعبّر عنها؟ هذا هو السؤال الذي عملت من أجله “مسك الخيرية” على تسخير كافة إمكاناتها مستقطبة خيرة شباب الوطن ومبدعيه للإجابة عنه. عبر منتداها وورش عملها “حكايا مسك” المقام حاليا وحتى يوم غد في أرض المعارض في الرياض. فالحكاية والسؤال وجهان لـ”تعبير” واحد، ولصناعة محتوى مبدع ومتفرد يرومه “المجتمع الحيوي”؛ العنوان العريض لرؤية المملكة 2030 والأداة الفاعلة لتحولها الوطني 2020.
شغف التجربة
أطفال وفتيات وشباب من مختلف الأعمار يجوبون أروقة المعرض وورش عمله باهتمام واضح. يثريه الشعار المعبر: “أصنع من شغفي حكايا”، ويزيده ألقا التنظيم المميز والألوان الباعثة للحياة. التي تفردت بها ثيمة الحدث وزواياه. لتضع الزوار كل بحسب اهتمامه أمام خيارات متنوعة ومتعددة.
إذ لم تقف “الحكاية” كأداة تعبير عند الأسلوب الشفهي الشعبي الأصيل. والذي كان حاضرا هو أيضا على لسان شباب أبدعوا في العرض المباشر والحبكة المتقنة. لتخوض “مسك” مع ضيوفها غمار الكتابة والرسم والإنتاج السينمائي فضلا عن “الأنيميشن” أو الرسوم المتحركة. التي أثارت فضول كثير من الأطفال وحظيت بمتابعتهم وأسئلتهم. فيما تصدى للإجابة عن هذه الأسئلة والاستفسارات شباب وشابات موهوبون أجادوا نقل حكاياتهم وتجاربهم الخاصة للآخرين. وخصوصا الأطفال منهم. بشكل جذاب ومشوق.
تقول إحدى المشاركات: ” لو أنني لم أجد من ينمي شغفي ويشبع أسئلتي بالاجابة منذ الصغر لم يكن لي أن أحظى بهذه الموهبة التي أشاركها اليوم هؤلاء الأطفال “. شباب وفتيات مفعمين بالحماسة وحب العطاء. منهم من يشارك الآخرين مواهبه لأول مرة ومنهم من سبق وشاركها الآخرون على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب. ودائما ضمن فعاليات “مسك” المتجددة.
جيل «الرؤية»
“الحكاية” ذلك الفعل التعبيري القديم ـ الجديد لها أهمية كبيرة، يقول المختص لؤي الدباغ، حيث تسهم في خلق روح الإبداع عند الأطفال تحديدا في مراحلهم المبكرة كما تزيد الثروة المعرفية في العقل البشري، وتلعب دورا كبيرا لتوفير الحلول والأفكار اللازمة حين تعرض الإنسان لمشكلة ما وتلعب أيضا دورا مهما لإيصال فكرة الكاتب أو الفنان للقراء بشكل غير مباشر. كإحدى الوسائل المهمة لإيصال فكرة معينة.
والتعبير بالطرق المحببة والفنية المميزة، وفقا لمختصي علم النفس، يتيح فرصا لـ “عبور الذات” نحو الآخر والمجتمع المحيط. فضلا عن تحرير المهارات وتطويرها. ما يقلل كثيرا من الضغوطات والمكبوتات. التي قد تؤدي لاحتقانات نفسية وفكرية غير محمودة العواقب.
يبقى أن “مسك” التي استطاعت في هذه التظاهرة المختصرة جمع خيوط حكايا متفرقة. ملونة ومعبرة. مطالبة من قبل الكثير بإعادة الكرّة مرة بعد مرة، وتكثيف الفكرة عاما بعد آخر. في وقت الوطن فيه بأمس الحاجة إلى محتوى جيد ولقصص نجاح ملهمة تثير شغف التجربة وشرف المحاولة. تماما كالحاجة إلى جيل مبادر لا يقف “التعبير” بشتى صوره وأشكاله الاجتماعية والأدبية والفنية عائقا أمام انطلاقه عنصرا فاعلا ومؤثرا في مجتمع “الرؤية” والمعرفة القادم بإذن الله.