
يوم الشعر العالمي 21 مارس – باريس، مبنى اليونسكو

بدر بن عبدالمحسن
الشعر كرحلة إنسانية
لطالما كانت قصائد بدر بن عبدالمحسن خاضعة لمعايير تجربته الشعرية، والتي كانت تجربة طليعية في وقتها، تعمل على دمج الأساليب الشعرية الشعبية، برؤية فنيّة مختلفة ومميزة وفريدة.
فمنذ بداية بدر بن عبدالمحسن الشعرية، كانت قصائده تحمل نَفَسًا فريدًا في تراكيبه اللغوية، وبناء الصور الشعرية، واستعاراته الفنيّة؛ حيث كان بدر بن عبدالمحسن -ولا يزال- يخلق تراكيبًا وصورًا تحمل بين طيّاتها ثقافته وتراثه، والتي تعكس هويّة المملكة العربية السعودية من أقاصي شمالها، حتى أعالي جنوبها، ومن روحانيتها الغربية، حتى سواحلها الشرقية، وبالتأكيد مرورًا بالمجد في نجد.
ونظرًا لتميّز تلك التجربة الطليعية، قمنا في مؤسسة مسك الخيرية وبالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية، بإعلان يوم الشعر العالمي في 21 مارس/آذار يومًا لتكريم تجربة بدر بن عبدالمحسن الشعرية، وذلك في مقر اليونيسكو، حيث رأينا أن هذا هو المكان الأمثل ليكون شاهدًا على تخليد هذه الرحلة الشعرية الإنسانية والهويّاتية المتميزة، والتي حملت حكايا وأغانٍ شكّلت ملامح أجيال متلاحقة من الشعب السعودي، والشعوب الخليجية عمومًا.
“أمسية ناي”، بهذا العنوان، والذي كان أحد عناوين قصائد الشاعر بدر بن عبدالمحسن، اخترنا أن نُكرّم هذه التجربة الخالدة، والتي شهد فيها الجمهور الفرنسي والعربي قصائد بدر بن عبدالمحسن ملقاة بصوته، ومترجمة بشكل مباشر إلى اللغة الفرنسية.
من المدهش بما يكفي أن يحمل شاعرٌ ومواطن وأمير روحَ ثقافة بأكملها مسطورةً في ثنايا قصائد وأغانٍ وأحلامٍ صقلت هويّة راسخة، ليتم استعراضها أمام جمهور وشعب لا يفهمها لغة، ولكنّه أدركها معنى وشعورا.

عن "الشاعر الأمير"
هو صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود، ولد عام ١٩٤٩م، في مدينة الرياض، نشأ في بيت والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز ووالدته الأميرة وضحى الرشيد.
عاش الشاعر الأمير طفولته وشبابه في مجلس والده المليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حبه للأدب والشعر، كما كان لبدايات مراحله العملية بالغ الأثر في تنوّع مداركه واتساع تصوره ومعارفه عن العالم؛ مما أكسبه وعياً مبكراً وتنوعاً مميزا، حيث درس مراحله الإبتدائية بين السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الإسكندرية، والثانوية في جدة، بالإضافة لدراسته في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
تمكّن بدر بن عبدالمحسن طوال رحلته الشعرية من الاطّلاع على تجارب شعرية فريدة في وقتها، مكّنته منذ بداية حياته بأن يخلق هويّته الفريدة والمتميزة والتي لا يشبهها أي صوت شعري آخر، على الصعيدين النخبوي، والشعبي.
رحلته الموسيقية صنعها معه العديد من الملحنين، مثل: سراج عمر، ومحمد شفيق، وسامي إحسان، وعبد الرب إدريس، ومن المغنين: طلال مداح، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، وخالد عبد الرحمن، وعبد الله الرويشد، وكاظم الساهر، وراشد الماجد وغيرهم.
يعتبر الشاعر الأمير أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية حيث لُقّب بـ “مهندس الكلمة”، بعد المجهودات الكبيرة في كتابة وابتكار نصوص أدبية ذات مستوى راقي تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة و العالم العربي.
عن "ناي"
“قالت وش الوقت
ناظرت ليل عيونها
وصبح الجبين
ومرّت ثواني صمت
وقلت الزمان أنتي
وكوني اللي تبين
***
من يومها .. ما عاد أناظر ساعتي
وش حاجتي أعد الزمان؟
وهي الزمان الجاي!”
من السعودية حمل الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن روحه مسطورةً شِعرًا، ومغنّاة بأصوات الرموز الفنية السعودية والعربية.
وتم اختيار يوم الشعر العالمي، ومقر الثقافة العالمي “اليونسكو”، لتكريمه وتخليده أيقونةً شعريّةً تحمل “أوراق السنين” لكنّها لا توادع إلا الوداع لتبقى فينا خالدةً، وتطير نحو العالم كتجربة فريدة واستثنائية ومختلفة عن كل صوت عالميّ عرفه العالم.
وكما قال بدر بن عبدالمحسن بأنه لم يعد يراقب ساعته، فإنه فعلًا لا يحتاج لذلك.
فالوقت هو مدى التاريخ، والتاريخ مُطرّز اليوم باسم بدر بن عبدالمحسن.
إن “ناي” ليست مجرد أمسية تجمع شاعرًا بجمهوره، بل هي لحظة تاريخية للعالم، وللشعر، وللجماهير المتعطّشة للأصوات المختلفة في عالم الأدب من حول العالم، لذلك سيكون يوم الخميس 21 مارس/آذار 2019، يومًا ممتدًّا، لا ينتهي أبدًا.
لماذا اليونسكو؟
"الشعر نافذة تطل على تنوع البشرية الذي يأسر القلوب ويسلب الألباب." — إيرينا بوكوفا, المديرة العامة لليونسكو سابقاٌ
أقرّت اليونسكو يوم الشعر العالمي في 1999، وهي قبل ذلك كانت مركزًا ثقافيًّا أمميًّا، لا يعترف بالحدود الجغرافية والثقافية، ومع إقرارها ليوم الشعر العالمي، رسّخت هذه الفكرة، وأصبحت قِبلةً أدبيةً تحتفي بكل أنواع الفنون، حيث تم إقرار يوم الشعر لدعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى.
وقد تم اختيار مقر اليونسكو ليكون شاهدًا على هذه التجربة لهذا السبب، بالإضافة للعلاقة الاستراتيجية بين مؤسسة مسك الخيرية وبين اليونسكو؛ إذ تعتبر اليونسكو منظمة أممية للتربية والعلم والثقافة، وفي هذا تشارك كبير مع اهتمامات مؤسسة مسك الخيرية، والتي تهدف لتمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقًدم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية.
وتُكمل رحلة الشراكة بين الجهتين مسيرها، ليتم تكريم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وبالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية في يوم الشعر العالمي 21 مارس/آذار؛ في مقر الثقافة العالمي في باريس، مبنى اليونسكو، حيث سيتم إقامة أمسية “ناي” للشاعر بدر بن عبدالمحسن في عرض فنّي ينقل هويّة بدر بن عبدالمحسن الثقافية والفنيّة والشعرية للعالم أجمع من على مسرحٍ يجمع الجمهور الفرنسي والجمهور العربي المقيم في باريس.