“العرب” من “حكايا المرابطين”: المعركة حُسمت.. ونحن على بُعد 10كيلومترات من مكان اختباء عبد الملك الحوثي

لم يكن اللقاء الذي جمع الإعلامي الحربي البحريني محمد العرب، المرابط مع قوات التحالف في جنوب المملكة، مع “حكايا المرابطين في “حكايا مسك2” عاديآ، إذ كان مهرجانآ ضخمآ، رصد بطولات الجنود والضباط السعوديين، بصفة خاصة، وقوات التحالف العربي بصفة عامة، على أرض الواقع، ولم يقطع حديث “العربي” سوى موجات التصفيق الحار والهتافات الحنجورية التي صاحبت ذكر القصص البطولية التي كانت تنسال على ألسنة أصحابها تارة، وعلى ألسنة الحضور تارة أخرى.

وطمأن “العرب” الحضور الذين غصَ هم المسرح بأن قوات التحالف بقيادة السعودية، تحقق كل يوم انتصارات واسعة في ساحة القتال، عبر استعادة أراضي جديدة من التي كانت تحت سيطرة الحوثيين، نافيآ في الوقت نفسه كل الشائعات التي كانت تقول إن الانقلابيين يحتلون مناطق من أراضي المملكة، وقال بلهجة لا تخلو من ثقة وحزم: “أتحدي أي إعلامي تابع للحوثيين، أن يظهر في مقطع فيديو من أي منطقة تابعة للمملكة العربية السعودية، بينما أنا كإعلامي سعودي، يمكنني أن أظهر في المناطق التي كانت بحوزة الحوثيين، وباتت اليوم بحوزة قوات التحالف العربي”.

وأكد العربي أن “قوات التحالف باتت تسيطر اليوم على 80 % من الأراضي اليمنية، بينما الـ20 % الأخرى مازالت بأيدي الحوثيين، وهي في طريقها لتكون تحت سيطرة التحالف العربي”. وأضاف “هناك بوادر قوية تؤكد على قرب استعادة هذه المناطق”، مؤكداً أن “قوات التحالف تبعد اليوم بنحو 10 كيلومترات عن المكان الذي يختبئ فيه المجرم عبد الملك الحوثي زعيم الانقلابيين”، وقال “المعركة حُسمت من الناحية العملية لصالح قوات التحالف”.

 

الخط الأمامي

وتابع العرب مخاطباً الحضور: “أشعر بالسعادة لأنني بينكم اليوم، وهي المرة الثانية التي أجتمع فيها بكم، حيث كنت بينكم في “حكايا مسك” العام الماضي، وأتذكر أنني تلقيت سؤالآ من أحدكم العام الماضي، عما يمنع الإعلامي الحربي، أن يقتحم ساحة القتال، وينقل الصورة الحقيقية لهذه الساحة كما هي للمشاهد والقارئ. وقال: “أسمحوا لي أن أجيبكم على هذا التساؤل اليوم، حيث قررت في هذا العام أن أقتحم ساحة القتال وأن أكون أحد أفرادها، وأن أجري لقاءات مع المقاتلين السعوديين في الخط الأمامي  للمعركة، واستأذنت من أحد القادة السعوديين لإجراء حوارات مع الجنود، ولكنه رفض وقال “إن هناك خطورة على حياتي”، وفي النهاية وبعد إلحاح مني، سمح لي القائد بذلك، وتقدمت خطوات إلى الأمام في ساحة القتال، وكنت أضرب الأرض بقدمي بقوة، وأنا أتمتم بأن هذه الأرض هي التي يريد النظام الإيراني أن ينتزعها لمشروعه وأجندته الخاصة، ولكنني أيضا كنت متأكدآ أنه من الصعب بل من المستحيل على إيران أو غيرها، أن تنال من السعودية، لوجود جنود أبطال قادرين على إيقاف المد الإيراني، وحماية البلاد من أي أطماع، حيث أثبت الجندي السعودي أنه إنسان المهمات الصعبة بلا منازع”.

 

الحرب القذرة

الإعلامي “العرب” كان يردد بين الحين والآخر أن هناك حربآ إعلامية قذرة، تدار من قبل الإنقلابيين، ضد عاصفة الحزم كمشروع أمة. ويقول: “الحوثيون يعانون حاليا من الإفلاس والتخبط على أرض المعركة، الأمر الذي جعلهم يدعون أشياء لا أساس لها من الصحة، لعل وعسى أن يكون لها تأثير سلبي على قوات التحالف، ومن هذه الشائعات نجاحهم في ضرب مناطق المملكة بصواريخ، أو السيطرة على بعض المناطق التابعة للمملكة، ومقتل جنود كثر من قوات التحالف”.

 

بسالة السعوديين

وأفاض “العرب” بالحديث، عندما أرد أن يتحدث عن بسالة الجنود السعوديين على خط النار، وقال: “دعوني أن أنقل لكم الصورة الأخرى للأبطال السعوديين على خط النار، وهي الصورة التي لم ترصدها القنوات الفضائية، وبقية وسائل الإعلام، إذ يمكنني التأكيد على أن الجيل الحالي من الجيش السعودي بجميع جنوده وضباطه، جيل نادر جدآ من الرجال الأبطال، يستطيع  أن يحقق المعجزات على أرض الواقع، وهذا ما تحقق له منذ اندلاع المعركة قبل عامين”.

وقال: “لا أخفيكم أننا منذ عامين كنا كإعلاميين، ننقل لكم الأحداث من حدود جازان ونجران وظهران الجنوب، أما اليوم فإننا ننقل لكم الأحداث من ثلاث مديريات تقع في قلب صنعاء، وهي خولاء ونهم وأرحم، حيث استطاعت قوات التحالف بقيادة السعودية أن تجبر الحوثيين على التقهقر لمسافات كبيرة إلى الخلف والدخول إلى جحورها”.

 

الأرض المحروقة

وأرجع “العرب” وهو الضيف الثاني في “حكايا المرابطين” في أثناء حديثه مع المحاور مالك الروقي أن طول أمد المعركة يعود إلى الاعتماد على استراتيجية النفس الطويل، وقال: “أتذكر هنا قول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع، عندما أعلن سموه صراحة أن قوات التحالف دخلت هذه المعركة “كفزعة” لنجدة أخواننا اليمنيين وحماية الشرعية من الانقلابيين الحوثيين، والتغلب على هؤلاء والقضاء عليهم، يحتاج إلى نفس طويل وصبر الحليم، وهذا ما نركز عليه في تعاملنا مع الانقلابيين، وهذا يفسر طول أمد المعركة”. وأضاف: “لو أردنا إنهاء الصراع وتفعيل مبدأ الأرض المحروقة، لفعلنا ذلك في فترة وجيزة، ونحن قادرون على ذلك، ولدينا كل الإمكانات اللازمة، ولكن نضع في الاعتبار المحافظة على أرواح المدنيين من شيوخ ونساء وأطفال، ونحن بهذا الصنيع نعيد كتابة التاريخ الإنساني للمنطقة”.

 

حماية الأرواح

وكانت الأمثلة حاضرة في ذهن الزميل العرب، عندما أراد أن يدلل على بسالة الضباط والجنود السعوديين في أرض المعركة، وقال: “الطياريون السعوديون ومعهم طيارو التحالف، حريصون على حماية أرواح المدنيين في اليمن، واتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر من إصابة أحد منهم”. وتابع: “يوجد في هذه القاعة طيار سعودي يكني بـ”أبي أحمد” قام بطلعتين بطائرته الحربية، لاستهداف أحد مساعدي عبد الملك الحوثي زعيم الانقلابيين، ولكنه وجد أنه لو نفذ الضربة، لأصاب المدنيين وعائلته في مقتل، فعاد أدراجة إلى قاعدته دون أن ينفذ الضربة لمرتين متتاليتين، ما يؤكد حرص قوات التحالف بقيادة السعودية على أرواح المدنيين، أضف إلى ذلك أن هناك معارك كثيرة أجلتها قوات التحالف، بسبب الخوف من إصابة طفل أو امرأة أو شيخ، ولهذا تم تأجيل النصر عدة مرات حتى لا نصيب أخواننا المدنيين في اليمن”.

 

شائعة التجانس

وسخر “العرب” من شائعة أن هناك عدم تجانس كاف بين قوات التحالف بقيادة السعودية، وقال مندهشآ: “إذا لم يكن هناك تجانس وتعاون وتآلف لما طرقنا أبواب صنعاء، ومن اللحظة الأولى لبدء المعركة، قرر التحالف أن يعمل باستراتيجية الرجل الواحد، وهو ما عزز  من درجة التفاهم بين القوات المشاركة”. وقال: “لا أبالغ إذا قلت أنني أحتفظ بعشرات القصص لجنود سعوديين أنقذوا اخوانهم الإماراتيين والكويتيين وغيرهم من قوات التحالف، والعكس صحيح، فلا فرق بين سعودي وبحريني وإماراتي وسوادني ومصري، فالكل يؤدي دوره بكل كفاءة”.

ويحلم العربي أن يدخل ميدان “السبعين” اليمني في صنعاء، بعد هزيمة الانقلابيين، وعلى صدره صورة الضابط فيصل السبيعي الذي استشهد أخيراً. وقال باكيآ : “صديقي فيصل عقيد سعودي، مرابط داخل اليمن وقضيت معه فترة طويلة، وهو شخص شجاع ميداني، كان يفضل أن يتواجد في الخطوط الأمامية للمعركة، رغم أن رتبته كانت تمنحه الحق في أن يبقى في مكتبه، ويدير المعركة منه”، مؤكدا أن “سيرة العقيد فيصل موجودة كما هي في عدد كبير من الجنود والضباط السعوديين”.

 

فيلم المعركة

وكشف المراسل الميداني في قناة العربية البحريني محمد العرب عن احتفاظه بفيلم وثائقي، رصد فيه أحداث معركة استمرت 10 ساعات، انتهت باستراد قوات التحالف لجبل استراتيجي في الجوف، كان الحوثيون يستخدمونه لضرب المدنيين من فوق. وقال إن “أحداث هذه المعركة ستذاع في قناة العربية في عيد الأضحى”، مشيراً إلى أن “قائد قوات التحالف في هذه المعركة، هو شاب سعودي، اسمه بدر، كان ينسق بكل مهارة بين القوات على مختلف أسلحتها، وأظهر براعة كبيرة ونادرة، وخلقا رفيعاً في قيادة المعركة”، مبينآ أن “مصوري الفيلم مصريون، يتمتعون بالشجاعة الكبيرة في ساحة القتال”. وقال: “أثناء هذه المعركة، أصبت وقد حملني زملائي المصورون على أكتافهم لمسافة ثلاثة كيلومترات، إلى أن وصلنا إلى ثكناتنا سالمين”.